الاثنين، أبريل 30، 2012

إذا كـنـت َ ...



إذا كـنـت َ ...
غـيـرُ قادر ٍ عـلى الـتـغـيـيـرْ ...
ولا عـن نـفـسِـك الـتـعـبـيـرْ ...
وتشعرُ أنـك َ ... فـي آلـة ٍ كـبْـرى ...
مـجـردُ مِـسْـمَـار ٍ ... صـغـيـرْ ...
لـو طـُـرحْـت َ جـانـبـا ً ...
لـبـقـيـت ْ الآلـة ُ ... تـسـيـرْ ...
ولـمْ تـك ُ فـي يـوم ٍ ...
مـن الـبـعيـر ِ ... أو الـنـفـيـرْ ...
فـاعْـلـمْ ... يـا عـزيـزي ...
أنـك َ عـبـدٌ ... أو ربـمـا أسـيـرْ ...
والأجـدى أن تـكـثِـرَ الـصـمـت َ ...
والـتـأمـل َ بالـسـمـاءِ ...
وتـكـمـلَ الـمـسـيـرْ ...
وتـبُـث شـكـواك إلـى الـبـصـيـرْ ...
لـعـلـك َ بـجـنـاح ِ الإرادة ِ ... تـطـيـرْ ...
وتصـبـحَ ... إنـسـانـا ً ...
حُـرا ً ... كـبـيـرْ ...
وفـي لـحـظـة ٍ ... قـد تـكـون أمـيـرْ ...


_________________عزيزة بني هاني
امـرأة حـرة عربـيــة


الجمعة، أبريل 27، 2012

الجوع والإصلاح والاستبداد



بقلم د. عبدالرزاق بني هاني

أود في هذا المقال أن أخاطب العقول دون القلوب، وأن أذكّرَ ببعض البدهيات التي قد تخفى على غافل، لكنها لاتخفى على عاقلٍ يريد الاصلاح ما استطاع.
قد يسألُ سائلٌ: كيف لنا أن نخلط بين الجوع والاصلاح والاستبداد ؟ والجواب كما أراه: إن الجوع يكمنُ في الخراب والفساد، ونفي الجوع يكمن في الاصلاح الحقيقي، لا الإصلاح المُخدّر الذي يعتمد على شراء الزمن، وتلهية العامة بوعود ليست من الاصلاح في شيء !
بداية لابد من الاعتراف الفعلي بجملةٍ من الأشياء:
أولها: إن علينا أن لانتوقع أن طريق الإصلاح معبدة بالورود، وأن لانتوقع الراحة أبداً من الاصلاح الحقيقي، مهما كان بسيطاً.
وثانيها: ولأننا عندما نتحدث عن الاصلاح، فإننا نعترف ضمناً وصراحة بأن واقعنا غير صالح، وفيه من الخراب والفساد ما يكفي لدفعنا كي ندق ناقوس الخطر، ويدفعنا في الوقت ذاته إلى تخليص هذا الواقع وتحريره من الخراب والفساد الذي يعشعش فيه.
وثالثها: علينا أن نسأل أنفسنا مالذي ينبغي فعله بالواقع بعد تحريره من قبضة الفساد !
ورابعها: لابد من أن نتذكّر بأن الفشلَ في الاصلاح يقودُ إلى الاستبداد، والاستبدادُ بدوره يقودُ إلى مزيد من الخراب والفشل والفساد والضياع معاً !
لقد تعلمنا في ما مضى من سنوات أحلام اليقظة أن علينا أن نُصلح الكثير، لكن علينا أن لانُسرف بالإحلام مهما كانت وردية، لأن هناك من يعمل ليل نهار من اجل أن يحبط أحلامنا. وعلينا أن لا نوغل بالاصلاح كي لانقع في المحذور. فعند انتشار الخلايا السرطانية في جسد المريض، لايقوم الطبيب باستئصال كل ما يقع تحت عينيه من خراب، بل يكون انتقائياً حول أولويات عمله. وقد قيل بإن محاولة جعل السمكة تطير خلال فترةٍ قصيرة لهو ضربٌ من الجنون في كل الأحوال !
إن المستحيل قد يتحقق، لكنه يحتاج إلى وقتٍ كافٍ كي يتحقق. وفي كثيرٍ من الأحوال، لابد لمن ينشدَ الإصلاح أن يتنبه إلى حقيقيةٍ حياتيةٍ مُعاشة، وهي حقيقة مُرّة، ومفادها أن الناس بشكل عام تحب الجوع مع الراحة، وتحب الراحة مع الخطأ، وربما يصل الحد عند بعض الناس بأن يحب الراحة مع الذل أو الخطيئة. ومعظم الناس لا يحب المشي على السراط المستقيم تحت لسع السياط وبؤس الجوع !
مقابل هذه الصورة البائسة، لابد أن يدرك من بيده الأمر أن المبادرة الذاتية إلى الإصلاح هي أنفعُ وأجدى من الاصلاح الذي يأتي طلبه من الخارج، أي أن أقوم بالإصلاح من تلقاء ذاتي خيرٌ من أن يطلب مني جاري أن أقوم بذلك، ولو من قبيل احترام الذات. ولابد أن ندرك حقيقة أخرى، قد تكون أشدّ مرارة من سابقتها، وهي أن أكثر ما يحتاج اصلاحاً هو ثقافة الناس الفاسدة، بما في ذلك بعض عاداتهم وتقاليدهم التي نحسب أنها قليلة الأثر، لكنها مدمرة في الأمد الطويل.
إن من الصعب علينا أن نكسر العرف والتقليد والعادة، حتى ولو كانت فاسدة، لأنها تمثل مؤسسات اجتماعية راسخة قبِلَ بها الناس مع مرور الزمن. ولذلك فإن عامة الناس قد تعاني من محاولة تغيير مسار حياتها. فإذا كان التغيير صعباً علينا، فكيف إذا أردنا أن نغيّر حياة الآخرين. وكي نسهّلَ على أنفسنا مهمة الإصلاح، فإن علينا أن نقنع الناس باستبدال السيء بالجيد، وإلا نكون قد فشلنا. وقد قيل إن روح التطور والتحسين ليست دائماً روحاً تحررية، فربما هي محاولة لتحسين أوضاع شعب غير مستعدٍ للإصلاح. لكن ما يؤلم حقاً أن التخلي عن محاولة اصلاح المجتمع والدولة هي تخلٍ عن مسؤولياتنا وظننا بإنفسنا أننا أهلٌ للمسؤولية والإصلاح، وإنكارٌ لحقيقة أننا محسوبون على فئة الأحرار من الناس العقلاء.
في جميع الأحوال لابد للخطاب الرسمي أن يُقلعَ عن الاستمرار بعاداته السيئة، وترويج القول بأن كل شيء على مايرام، لأن هذه العادات سيئة، وقد تكون قاتلة في بعض الأحيان، خاصة إذا ما انطبق علينا القول الشعبي ( ... إن الماء يجري من تحت أرجلنا دون أن نعلم بذلك ... ). فلو كان كل شيء على ما يرام لما وصلنا إلى ما نحن فيه من بؤس وضياع. ويحضرني في هذا المجال ما قاله أحد الفلاسفة عن الوهم الذي يسوقه البعض علينا ( ... إن الحب والعمل والمصلحة والدين والوطنية ليست إلا ظلالاً لكلمات جوفاء عندما يكون الانسان جائعاً. فليس للمعدة الخاوية آذان، وما يهمنا هو أن تكون مليئة، وإلا فإن صاحبها قد يتفجر غضباً، ويكفر بوطنه وبكل شعاراته التي لاتعنيه إلا بقدر ما يسد به جوعه. ولو خيّرنا إنساناً جائعاً بين شطيرة من الفلافل الرديء وبين وطنه لاختار شطيرة الفلافل على تعسها ورخصها !
أشعرُ بالألم والحزن معاً عندما أرى بأن النفاق قد أصبح رذيلة مطابقة للذوق العام. والمنافق، بطبعه اللئيم، يُظهِر مالا يُبطِن، وهو يرى بعينيه آلام الناس وجوعهم وحرمانهم وبؤسهم، لكنه يتغنى بها على أنها نعمٌ من الجنة، ويقنع من حوله من المترفين بأن جوعَ هؤلاء بطرٌ، وحرمانهم وفرة غلال. فلقد آن الأوان أن نُقلعَ عن كل ذلك، وأن ننبذ هؤلاء الجهلة الذين أوردونا موارد السوء والضلال. وكما قال يسوع عليه السلام: (... إذا قاد الأعمى أعمى، فإن الأثنين سيقعان في الحفرة ...). والجهلُ إلى هذا الحد يحرمنا من الحكمة التي نحتاجها لرؤية الحقيقة.
drbanihani@gmail.com

الأربعاء، أبريل 25، 2012

فمك ... فمك ... فمك ...


بقلم عزيزة بني هاني
احرُسْ فمَك ْ ... احْفظ فمَك ْ
اغلِقْ فمَك ْ ... ما أمْكنك ْ
امسِك عليك َ ... مقتلك ْ
واجعلهُ نورا ً ... جَمّلك ْ
لسانُك َ ... سلاحُكَ
عدوّك َ ... أو مأمنك ْ
لكل ِ قول ٍ مقصدا ً
إما السلاحُ ... أو يدَك ْ
لكل ِ حرف ٍ مبتغى
في الخير ِ ... أودع ْ مقصدك ْ
حلوُ الكلام ِ من فمك ْ
أنت َ هوَ ... ما أجملك ْ
في كل قولٍ  مرتجى
وفي الشرور ِ ... الويلُ لك ْ
إن الشريف َ إذا نطق ْ
يحكي الحِكَم ْ ... في ما مَلك ْ
أما السفيهُ إذا روى
قلت ُ لهُ ... ما أجهلك ْ
أو ربما ... ما أقبحك ْ
احرُس فمَك ْ ... تغدو مَلك 

حكمة ....



لاخيار أمامك إلا واحداً من اثنين: إما أن تكون حُراً ومُرّ ... أو مخلوقاً يجُرّ ...

الاثنين، أبريل 23، 2012

رغيف الخبز


 للشاعر وليد البزايعه
هذا رغيف الخبز قد أشقانا
والمرءُ بات بعيشهِ حيرانا
مِنْ بعدِ ما كنّا نعيشُ بغبطةٍ
اليوم أمسى بعضُنا جوعانا
ماذا جرى يا أخوتي لحياتنا
تلك الّتي لم تعرف الأوهانا
يا حسرة الأيام كيف تحّولت
من بعد يُسرٍ أصبحت عسرانا
فانظر لعيش اليوم يبدو مضنيا"
فالكلّ أضحى حائرا" غلبانا
ضنك المعيشة لم يكن في خبزنا
لكّننا لم نتبع مولانا
لو أنّنا طعنا الإله جميعنا
لم نشك هذا الفقر في دُنيانا
البعض منّا منكرٌ لصلاته
والبعضُ منّا يهجرُ القرآنا
فإذا المنافق ما أراد تحدّثا"
تصغي الدُّنى لحديثه إمعانا
هذا النّفاق يسود في أوطاننا
فتراه قد يا أخوتي أطغانا
أمّا الصّدوق مكذّب في قوله
والبعض لا يبغي له تبيانا
وكذا الحرام محلّلٌ يا أخوتي
والزّيغُ صار بعرفنا ألوانا
الله لا يخفى عليه نفوسكم
فلتحذروا يا أخوتي الشِّيطانا
ذاك الذي يغوي بكم ويكيدكم
إنّ الغرور يريدكم أعوانا
فإذا التعاون ساد فيما بيننا
نغدو وقد طبنا به رضوانا
أين الفلاحة والزّراعة إخوتي
فهي التي كانت لنا عنوانا
وبدونها لا تستقيم حياتنا
والخير كلَّ الخير في مسْعانا
أرأيتُم كيف الحياة قديمها
أجدادنا لم يعرفوا الخذلانا
جدّوا وكدّوا في زراعة أرضهم
حتّى بدت هذي الرّبوع جنانا
فانظر إلى المحراث كيف يشّقها
والماء تروي ربعها العطشانا
ما أجمل الفلاّح حين يجوبها
وكذا السنابل تبهج الإنسانا
فإذا أردنا ان نعيش حياتنا
فالكلّ منّا يفعل الإحسانا
ندعو الإله تضرّعا" وتذلّلا"
فهو الذي نسمو به إيمانا
نرضي الغفور بصومنا وصلاتنا
وكذا الزّكاة تطهّر الأبدانا
ونحج للبيت العتيق تقرّبا"
نرجو الشّفاعة رحمة وحنانا
نحنو على الأيتام حتّى يشعروا
أنا نودّ لهم هُدى" وأمانا
نسعى إلى المرضى نخفّف عنهُمُ
ونؤمل الدُّنيا لهم لهم أحيانا
أرحامنا لا ننأى عنهم جانبا"
أنريهمُ يا إخوتي الحرمانا!!
جيراننا لا نبتغي إيذائهم
والله في الإحسانِ قدْ أوصانا


السبت، أبريل 21، 2012

إمام المرسلين فداك روحي


إمام المرسلين فداك روحي
للشاعر:صالح العمري
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحــي ..... وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي .. وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري ... ومالي يا نبي المكرماتِ
ويا تاج التُّقى تفديك نفسي ... ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا... فما للناس دونك من زكاةِ
فأنتَ قداســة ٌ إمَّـا استُحلّتْ ... فذاكَ الموتُ من قبل الممات
ولو جحد البريّةُ منك قــولاً... لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا... بمنزلة الشهادةِ والصــلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا... ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ....... تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ.... وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ ..... بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُــداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا ... وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
وفي الإسراءِ والمعراج ِ معنى .... لقدركَ في عناقِ المكرماتِ
ولمْ تنطقْ عنْ الأهواءِ يوماً.... وروحُ القدسِ مِنكَ على صِلاتِ
بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى... ورُحمى.. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ
رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ..... وأنتَ لدائها آسي الأُســاةِ
تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ.... فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ
يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا.. فقيــــر ... ٌأفاضَ على البريّةِ بالهِبَــاتِ
طريدٌ أمّنَ الدنيـا.. فشـادت ..... على بُنيانِهِ أيدي البُنَــاةِ
رحيمٌ باليتيمة والأُسارى .... رفيقٌ بالجهولِ وبالجُنَاة
كريمٌ كالسحابِ إذا أهلّت ..... شجاعٌ هدَّ أركانَ البُغَاةِ
بليغٌ علّم الدنيــا بوحي ...  ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةٍ
حكيمٌ جاءَ باليُسْرى شَفيقٌ ... فلانتْ منهُ أفئدة ُ القُسـاةِ
فمنكَ شريعتي وسكونُ نفسي .... ومنكَ هويتي.. وسمو ذاتي
ولي فيكَ اهتداءٌ  واقتفـاءٌ ... لأخلاقِ العُلا والمَكْرماتِ
وفيك هدايتي وشفاءُ صدري ..... بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِ عَرْض ٍ.... ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي ..... وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعــي ..... ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
فهذي أمّــةُ الإسلام ضجّـتْ ..... وقد تُجبى المُنى بالنائباتِ!!
هوانُ السيفِ من هُونِ المُباري ..... ولِينُ الرمحِ من لِينِ القناةِ
وقد تَشفى الجسومُ على الرزايا .... ويعلو الدينُ من كيدِ الوشاةِ
وفي هزِّ اللواءِ رؤى اتحــادٍ...... ولمُّ الشمل ِ من بعد الشتاتِ
وقد تصحو القلوبُ إذا اسْتُفزّتْ .... ولَفحُ التَّارِ يوقظ ُ من سُبَاتِ
ألا بُترتْ روافدُ كلِّ فــضٍّ ..... تمرّغَّ في وحــول ِ السيئاتِ
ألا أبْـلِغْ بَنِـي عِلمـان عنّي ...... وقد عُدَّ العميلُ من الجُنَـاةِ
أراكمْ ترقصونَ على أَســانا..... وتَسْتَحْلون مَيْـلَ الغانيـاتِ
وإن مسَّ العدوَ مَسيسُ قَرحٍ ..... ٍرفعتمْ بيننا صوتَ النُّعــاةِ
وإنْ عَبستْ لكم "ليزا"1 خَنَعْتمْ ..... خُنوع َ المُوفضينَ إلى مَنـاةِ

وإن ما هَاجتْ الشُبُهاتُ خُضْتم ...... ْبألسنةٍ شِحاح ٍ فاجــراتِ
حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا ...... عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ
وصوت  الآخرِ استعلى فردّوا ...... عن الهادي سهامَ الإفتئاتِ
رميتمْ بالغلو دُعــاة ديني........ فهل من حُجّةٍ نحو الغُلاة ؟
أكُـــرّارٌ على قومي كُمــاةٌ .... وفي عينِ المصيبةِ كالبنات ِ؟
ومن يرجو بني عِلمان عوناً ... كراجي الروح ِ في الجسـدِالرفات
رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى ....... وتحتَ لواكَ أطواقُ النجــاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلَـى....... ضياءٌواعتلى صوتُ الهُداةِ
يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجـزا ........ وفي القلب اتِّقادُ المورياتِ
ولو سُفكـتْ دمـانا ما قضينا ..... وفاءك والحقوقَ الواجبـاتِ

1- يقصد كونوليزا رايس

الجمعة، أبريل 20، 2012

الاستبداد سلبٌ للألباب واحتقارٌ للعباد

بقلم د. عبدالرزاق بني هاني
قبل أن أبدأ بشرح رأيي حول عنوان المقال، أود أن أقدم بين يدي الموضع بقصةٍ وردت على لسان الفيلسوف المعلم كونفوشيس. قد تكون هذه القصة نسجاً من الخيال، إلا أن فيها عبرة وحكمة بالغة. تقول القصة:
... أن كونفوشيس غادر ومجموعةٌ من رفاقهِ مكان سكناهم متوجهين إلى بلدةٍ بعيدة، وذلك بناءً على طلبٍ من الحاكم. كان الجو غائماً وبارداً. وقد مشوا مسيرة يومٍ وليلة بين الجبال والتلال الوعرة. وبينما هم على سفحِ أحِد الجبال وإذ بامرأةٍ تجلسُ بين قبرين وهي تبكي.
دنى منها كونفوشيس وسألها عما يبكيها، فقالت ... إن نمراً جائعاً قد التهم زوجي في الأمس، فدفنتُ ما تبقى من جسده في هذا القبر، ...(وأشارت إلى أحد القبرين) ... وها أنا ذا أبكي ولدي الوحيد الذي قتله اليوم نفس النمر الملعون  ... وقد دفنته هنا بقرب أبيه (وأشارت إلى القبر الثاني).
نظر كونفوشيس يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً سوى بعض الأشجار غير المثمرة  والصخور، وسألها ... ماذا تفعلين في هذه القفار الموحشة ؟ ... قالت ... ليس في هذا المكان ظالم ! فتوجه كونفوشيس إلى رفاقهِ وقال ... أي ابنائي ... إن النمر القاتل أهون وأرق من الانسانِ الظالم!
بدأتُ حديثي بهذه القصة من اجل أن أؤكد المعتقد الفلسفي الذي يقول بأن الموت أهونُ وأرقُ على الانسان من الظلم والاستبداد. وهذا يقودني إلى النظرِ في الاستبداد والظلم باعتبارهما حالين وفعلين منافيين وعادمين لأنسانية الانسان، وكرامته التي جعلها الخالق تتويجاً لأعلى مرتبة يمنحها لمخلوق.
إن المستبدَ، وبطبيعته النفسية، مسجونٌ في جملةٍ من الأوهام والأمراض والعُقد النفسية، يأتي في مقدمتها جنون العظمة الفارغة (megalomania )، حيث يظن أنه عظيمٌ لامثيل له، وأن بقية المخلوقات موجودة لخدمته والسهر على راحته. ثم يأتي وهمٌ مستنبطٌ من العقدة الأولى بأنه افضلُ من بقيةِ الناس، فمن المستبدين من يعتقد بأنه ابنٌ للإله، وأن لحمه ودمه وعظمه قد جاءت من تراب وماء الجنة. وثالث هذه الأوهام هو أن له حقٌ إلهي (divine right ) باحتقار الناس مهما كانوا. ورابع هذه الأوهام والعٌقد هو عدم ثقته بأي انسانٍ حتى وإن كان من أقرب اصدقائه، مما يعني أنه على استعدادٍ للتضحيةِ بأي انسان مهما كان من اجل سلطته. وخامس هذه العقد هو سيطرة شهواته واستبدادها بسلوكه. ولو راجعنا تاريخ المستبدين عبر التاريخ لما وجدنا مستبداً عاقلاً أو متنوراً، أو مستبداً مقتصداً بما يملك. لأن المستبد يُبدد ما يملك، ويفترس ما لايتملك، وهو بذلك يتشبه بالوحش المفترس الذي لايوفر شيئاً يقع في مرمى عينيه ! وقد تضطره الحاجة في بعض الاحيان إلى أكل ابنائه !
لقد أثبت تاريخ المستبدين كلهم بأن أكثر الناس خذلاناً لهم يأتون من طبقةٍ يعاني منتسبوها من عقدة النقص (inferiority complex )، أي من جياع السلطة والمهوسون بها مهما كلفت من كراماتهم وانسانيتهم. وقد لاحظت ذلك بشكلٍ واضح في الأردن، إذ كثيراً ما تعرفت على عيناتٍ ليست قليلة من جياع السلطة المستعدين لبيع شرفهم وكراماتهم وانسانيتهم من اجل أن يكونوا على كرسي السلطة أو يبقوا عليه. والمشكلة الخطيرة في المستبد أنه يكتفي بأتفه الاسباب وأحقرها كي يبطش بمن تحته أو بمن يشك بولائه أو يظن أنه خطرٌ عليه وعلى سلطته، فكم مرة سمعنا أن مديراً قد تآمر على أحدِ موظفيه لظنه أنه أذكى أو أفطن منه بالعمل، ويعود السببُ في ذلك إلى أن المستبد لا يمكنهُ العيش بدون سلطة، ولو نُحِيَ جانباً لفقد تسعة أعشار وجوده النفسي وكل وجوده الاجتماعي، فقد سمعت، في هذا السياق، عن أحد رؤساء الوزارات وهو يقول... أنا لا استطيع أن أعيش بدون سلطةٍ مهما كانت ... وإذا فقدتها فإني أشعرُ بحكةٍ في مؤخرة جسدي !! ويذكرتي ذلك بالقول ... إن المستبد الذي يركب النمر قد لايجرؤ على الترجل عنه خوفاً على نفسه من النمر الذي كان يركبه !
وهذا المستبد يشعرُ بالغبطةِ عند قهر الاخرين وإذلالهم، وهو في حاجة مستمرة لقهر الناسِ وإذلالهِم باعتبار ذلك وقوداَ ومحركاً للدوافع الوحشية التي تسيطر على نفسيته. وتتملكه نزعة قوية لمخالفة العرف والقانون لظنهِ أنه انسانٌ غير عادي. وهو يقول بقرارة نفسه، وحسب قاعدة الاستنباط الإرسطية: ... أنا سيدٌ ... والسيدُ سيدٌ على كل شيء ... والقانون مكتوبٌ من بشر ... وأنا سيدٌ على البشر ... ولذلك أنا سيدٌ على القانون.
يتراقى الاستبداد والظلم، في العادة، نتيجة للجهل والفقر والأمراض النفسية التي تتشكل في مخيلة الناس ثم تترجمها المعتقدات والخرافات إلى سلوكياتٍ وأفعالٍ ومواقف. ومن الطبيعي والمنطقي أن نقول بأن الشخصيات المستبدة والظالمة في أية بقعة في العالم تكون بحكم الحال قليلة العدد، لكن هناك ظاهرة مذهلة لم يجد لها علماء النفس تفسيراً مقنعاً حتى هذه اللحظة، وهي ما عبر عنها ريشارد رومبولد (Richard Rumbold ) وجاءت في كتاب ماكولي (Macaulay ) عن تاريخ انجلترا (1685)، حيث قال: ... لا أستطيع أن أصدق بأن العناية الإلهية قد بعثت رجالاً قليلي العدد في هذا العالم ... جاهزين ومستعدين ليمتطوا الصهوات ... وأن هناك الملايين المستعدة (المقيدة) كي تكون السروج التي يمتطيها هؤلاء ...!!! ومعنى ذلك أن المستبدين قليلو العدد وأن المُستبدَ بهم أكثرية مطلقة ونسبية، فكيف تحُكمُ الأقلية الأكثرية. وكيف تتصرف الجموع وكأنها أغنامٌ أمام هؤلاء المستبدين ؟ وهل هناك استعدادٌ فطري عند بعض الناس كي يكونوا طغاة ومستبدين، واستعدادٌ عند آخرين أن يكونوا رقيقاً ومُستعبدين ؟
لقد حاول فرانسيس فوكوياما، صاحب كتاب نهاية التاريخ وخاتمة البشر، أن يُعطي تفسيراً سطحياً لنشؤ ظاهرة السيطرة، أي سيطرة أمة على أخرى، أو سيطرة شخصٍ على آخر، قائلاً بأن صُنّاع التاريخ يأتون في العادة من أولئك الذين يكون لديهم استعدادات فطرية لحب المغامرة والمخاطرة، والقيام بهما لقاء جائزة ينتظرونها نتيجة لمغامراتهم وتحملهم المخاطر. وقد بينت نظرية الثقافة بأن هناك أربعة أنماطٍ ثقافية، منها ما يُمجد المخاطرة والمغامرة، حيث يظن اصحاب هذه الثقافة بأن الطبيعة خالدة وكريمة وليست عنيدة، ومن هذه الثقافة يأتي القادة وصانعو التاريخ. أما النمط الثاني فهو الذي يظن اتباعه أن الطبيعة عنيدة وبخيلة ومؤقتة، وهم جموع الهبل والمغفلين الذين تنهب ثرواتهم دون أن يقاوموا أو أن يلتفتوا إلى اخوانهم من جياع الأرض. والنمط الثالث هو الذي يظن اتباعه بأن الطبيعة تتأرجح بين السخاء والكرم، ولابد من التعاون حولها. أما النمط الرابع فهم الذين لايعرفون ماهية الطبيعة أصلاً.
في ظني أن الاستبداد والظلم لايمارسهُ إلا من يكون سيداً على جموع من المغفلين الذين يظنون بأن  وجودهم في هذه الدنيا مؤقت، وأن الطبيعة التي تلِفُ حياتهم ليست سخية، وبالتالي فهي لاتستحق المغامرة ولا المخاطرة، ولابد من العيش فيها كالأغنام. ولا تكون هذه الثقافة الشائنة إلا مرتعاً للظالمين والمستبدين من كل الأشكال والألوان، وتبدأ من الموظف الصغير وتنتهي بالكبير، وهؤلاء هم أسوأ أنواع الظلمة والمستبيدن بسبب شبق السلطة الذي يسيطر على عقولهم. والنتيجة الجوهرية لكل ذلك أننا قد نرى بشراً يتحركون ويأكلون ويشربون، لكنهم بشرٌ مجردون من الألباب وهم من احقر العباد. وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بعظيم من الازدراءِ بقوله عز وجل ( ... إن شرَ الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ...). وهم الذين لايعتبرون الحياة إلا مسرحاً ومرتعاً للأكل والتناسل، وليس لكرامة الانسان فيها أي معنى أو قيمة. وما أكثرهم إذا أمعنا النظر. وهنا تكمن مراهنتي على الملك المتنور لينقذ البلاد من شرور المستبدين، لأن في الاستبداد فساد عظيم، يأتي سلب العقول في مقدمته، وامتهان كرامة الانسان في آخره، ولا نرى بين الاثنين إلا حيوانات في مساليخ بشرية. وليس في هذا النمطِ من الثقافة أي نوع من الجمال، بما في ذلك الانسان السوي والحب والايثار والتفاني والابداع والانتماء والنماء. وما هي قيمة الوطن الذي يفتقر إلى كل هذه القيم النبيلة ؟ ومن تخافه الأكثرية عليه أن يزيد خوفه منهم لأنه لا أمان لجائع أو طامع أو من يتملكهُ شبق السلطة.



الخميس، أبريل 19، 2012

طلعَ البدرُ علينا ...



طلع البدرُ علينا ... من ثنيات الوداع
وجبَ الشكرُ علينا ... ما داع لله داع

أيها المبعوثُ فينا ... جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة ... مرحبا يا خير داع

مرحبا أهلا وسهلا ... بإمام المرسلين
أشرقت أنوار أحمد ... هادياً ضاوي الجبين

أنت شمسٌ أنت بدرٌ ... أنت نورٌ فوق نور
أنت ظلٌ يا مُحمدْ... أنت مصبا حُ الصدور

يا حبيبي يا مُحمد ... يا إمام القبلتين
يا حبيبي كن طبيبي ... يا شفيع المؤمنين

لو سعينا في رضاك ... لسَبقنا كلَ ساع
ولبسنا ثوبَ عزٍ... بعد تلفيق الرقاع



الثلاثاء، أبريل 17، 2012

في ربيعِها الثالث عشرْ ...


. في ربيعها الثالثِ عَشرْ
بقلم عزيزة بني هاني

بقلم عزيزة بني هاني
22/02/2010

 في ربيعِها الثالث عشرْ ...
تبكي العزيزةُ ...
عِزَاً ... اندثرْ ...
بكتْ وقالتْ:
إن قومي أصبحوا
بعد العينِ ... أثرْ

حظُ العزيزةِ ... أبداً ما أنعَثرْ
قد أذابَ حديداً ... بالنظرْ
وكسَرَ ... جلموداً بحَجَرْ
وعيشها ... رغيدٌ وسَمَرْ
تحبُ من الجبالِ... القِمَمْ
وفي البحورِ ... غوصاً وسَفرْ

 جميلةٌ ... غنيةْ
كريمةٌ ... سخيةْ
شريفةٌ ... عفيفةْ  

لكنها حزينةٌ ... كئيبةْ

قلبُها ... لقومها انكسَرْ
تراهمْ ليلَ نهارْ
بين شعاعِ الشمسِ
وضياءِ القمَرْ

في الحقِ ... قلبها بَصَرْ
وبالعَدلِ ... انتصَرْ
وللمَجْدِ ... اعتصَرْ
يلفظُ شهيقاً ... وزفرْ
 
قالت
إن الله أعطاني كرامةً
لمْ يُعْطِها لِجِمَارْ
وأشعلَ في نفسي غيرة
لمْ تكن لنارْ
 
أقسَمْتُ يميناً مُغلظاً
لو أن صنديداً
لجيشهِ أمرْ
وبالأرضِ  ظفرْ
وعلى المغصوب أصّرْ
وللعدوِ  قهَرْ
لأعطيتهِ ... ظفيرة
من شعري مَهَرْ
وكنت له كماءِ نهرْ
وخلعتُ عليهِ لقبْ
أقلُهُ مليكاً بَطلْ
!!!

22/02/2010 .
. في ربيعِها الثالث عشرْ ... في ربيعها الثالثِ عَشرْ
بقلم عزيزة بني هاني
22/02/2010 .
. في ربيعِها الثالث عشرْ ...
تبكي العزيزة ُ ...
عِزَْ ... اندثرْ ...
بكت ْ وقالت ْ :
إن قومي أصبحوا ...
بعد العين ِ ... أثرْ ... .
. حظ ُ العزيزة ... أبدا ً ما أنعَثرْ ...
قد أذابَ حديدا ً ... بالنظرْ ...
وكسَرَ ... جلمودا ً بالحَجَرْ ...
وعيشها ... رغيدٌ وسَمَرْ ...
تحبُ من الجبال ِ ... القِمَمْ ...
وفي البحور ِ ... الغوصَ والسَفرْ ... .
. جميلة ٌ ... غنية ْ ...
كريمة ٌ ... سخية ْ ...
شريفة ٌ ... عفيفة ْ ... .
. لكنها حزينة ٌ ... كئيبة ْ ... .
. قلبُها ... لقومها انكسَرْ ...
تراهمْ ليلَ نهارْ ...
بين شعاع ِ الشمس ِ ...
وضياءِ القمَرْ ... .
. في الحق ِ ... قلبها بَصَرْ ...
وبالعَدل ِ ... انتصَرْ ...
وللمَجْد ِ ... اعتصَرْ ...
يلفظ ُ شهيقا ً ... وزفرْ ... .
. قالت :
إن الله َ أعطاني كرامة ً ...
لمْ يُعْطِها لِجِمَارْ ...
وأشعلَ في نفسي غيرة ...
لمْ تكن لنارْ ... .
. أقسَمْت ُ يمينا ً مُغلظا ً ...
لو أن صنديدا ً ...
لجيشهِ أمرْ
وبالأرض ِ ... ظفرْ ...
وعلى المغصوب أصّرْ ...
والخنزيرَ ... قهَرْ ...
لأعطيته ُ ... ظفيرة ...
من شعري ... مَهَرْ ...
وكنت له كماءِ نهرْ ...
وخلعت ُ عليهِ ... لقبْ ...
المَلِك ... البَطلْ ... .

تبكي العزيزة ُ ...
عِزَْ ... اندثرْ ...
بكت ْ وقالت ْ :
إن قومي أصبحوا ...
بعد العين ِ ... أثرْ ... .
. حظ ُ العزيزة ... أبدا ً ما أنعَثرْ ...
قد أذابَ حديدا ً ... بالنظرْ ...
وكسَرَ ... جلمودا ً بالحَجَرْ ...
وعيشها ... رغيدٌ وسَمَرْ ...
تحبُ من الجبال ِ ... القِمَمْ ...
وفي البحور ِ ... الغوصَ والسَفرْ ... .

. جميلة ٌ ... غنية ْ ...
كريمة ٌ ... سخية ْ ...
شريفة ٌ ... عفيفة ْ ... .

. لكنها حزينة ٌ ... كئيبة ْ ... .
. قلبُها ... لقومها انكسَرْ ...
تراهمْ ليلَ نهارْ ...
بين شعاع ِ الشمس ِ ...
وضياءِ القمَرْ ... .

. في الحق ِ ... قلبها بَصَرْ ...
وبالعَدل ِ ... انتصَرْ ... في ربيعها الثالثِ عَشرْ
بقلم عزيزة بني هاني
22/02/2010 .
. في ربيعِها الثالث عشرْ ...
تبكي العزيزة ُ ...
عِزَْ ... اندثرْ ...
بكت ْ وقالت ْ :
إن قومي أصبحوا ...
بعد العين ِ ... أثرْ ... .
. حظ ُ العزيزة ... أبدا ً ما أنعَثرْ ...
قد أذابَ حديدا ً ... بالنظرْ ...
وكسَرَ ... جلمودا ً بالحَجَرْ ...
وعيشها ... رغيدٌ وسَمَرْ ...
تحبُ من الجبال ِ ... القِمَمْ ...
وفي البحور ِ ... الغوصَ والسَفرْ ... .
. جميلة ٌ ... غنية ْ ...
كريمة ٌ ... سخية ْ ...
شريفة ٌ ... عفيفة ْ ... .

. لكنها حزينة ٌ ... كئيبة ْ ... .
. قلبُها ... لقومها انكسَرْ ...
تراهمْ ليلَ نهارْ ...
بين شعاع ِ الشمس ِ ...
وضياءِ القمَرْ ... .

. في الحق ِ ... قلبها بَصَرْ ...
وبالعَدل ِ ... انتصَرْ ...
وللمَجْد ِ ... اعتصَرْ ...
يلفظ ُ شهيقا ً ... وزفرْ ... .

. قالت :
إن الله َ أعطاني كرامة ً ...
لمْ يُعْطِها لِجِمَارْ ...
وأشعلَ في نفسي غيرة ...
لمْ تكن لنارْ ... .

. أقسَمْت ُ يمينا ً مُغلظا ً ...
لو أن صنديدا ً ...
لجيشهِ أمرْ
وبالأرض ِ ... ظفرْ ...
وعلى المغصوب أصّرْ ...
والخنزيرَ ... قهَرْ ...
لأعطيته ُ ... ظفيرة ...
من شعري ... مَهَرْ ...
وكنت له كماءِ نهرْ ...
وخلعت ُ عليهِ ... لقبْ ...
المَلِك ... البَطلْ ... .
وللمَجْد ِ ... اعتصَرْ ...
يلفظ ُ شهيقا ً ... وزفرْ ... .

. قالت :
إن الله َ أعطاني كرامة ً ...
لمْ يُعْطِها لِجِمَارْ ...
وأشعلَ في نفسي غيرة ...
لمْ تكن لنارْ ... .

. أقسَمْت ُ يمينا ً مُغلظا ً ...
لو أن صنديدا ً ...
لجيشهِ أمرْ
وبالأرض ِ ... ظفرْ ...
وعلى المغصوب أصّرْ ...
والخنزيرَ ... قهَرْ ...
لأعطيته ُ ... ظفيرة ...
من شعري ... مَهَرْ ...
وكنت له كماءِ نهرْ ...
وخلعت ُ عليهِ ... لقبْ ...
المَلِك ... البَطلْ ... .


شيا طين البشر



شيا طين البشر
بقلم عزيزة بني هاني
04/11/2009 .

بجبار ٍ تعوّذتُ من شياطين البشرْ
وسئمتُ من قلوب ٍ قاسياتٍ كالحجرْ

وفؤادي لا يحبُ من إذا خاصَمْ فجر
قلبهُ يطفحُ كُرها ً وهو كذ ّابٌ أشرْ
في عيوبِ الناسِ يمضي بحديد ٍ وسقرْ
لخصاله ْ قامَ يمدحْ با نتشاءٍ وطربْ

عن حكيم ٍ قد سمعت ُ لولا فقر ٍ ... لولا
سقم ٍ ... لولا موت ٍ ... ما انحنى للربِ بشرْ

إلا رسولا ً أو نبيا ً عابدا ً للرب شكرْ
يصطفيه الباري منا للقضاء والقدرْ

فليكفُ الواحدُ منا من لسانه ما اقتدرْ
ويغضُ الطرفَ عنا وأذاه وإصرْ

  السقر=النار
عنا=المؤمن المسالم
الإصرْ = من القرآن الكريم ... ربنا لاتحمل علينا إصرا ً

عزيزة بني هاني


الاثنين، أبريل 16، 2012

هلْ نحنُ في حاجةٍ إلى حكومة ؟!


بقلم د. عبدالرزاق بني هاني
سوالٌ غريبٌ، عجيبْ ! ... وربما يكون في غير مكانهِ أو زمانه ... لكنه سؤالْ ... سؤالٌ قد يُحدِث شرخاً في بُنية تفكيرنا التقليدي، لأن عقول الناس، وكما ذكرت في مقالةٍ سابقة، تُروّضُ كما تُروّض الخيل المسوّمة. والعقول المروضة ليست على استعدادٍ أن تقبلَ إلا ما اعتادت عليه، ولا يخرجُ منها إلا ما ألِفتهُ أو ألِفهُ الآخرون، حتى ولو كان روثاً !
لابد، والحال العقلي بهذا السوء، أن أقدم بين يدي اطروحتي رأياً شخصياً بسيطاً، ومفاده أن أسوأ ما  يُمكن أن يتخيله العقل الانساني، إلى جانب الفراغ والفوضى (anarchy)، هو وجودُ جسمٍ لاحاجة له... يعملُ على تعكير مزاج هذا العقل ... يكبلهُ ويبطشُ به ... ولا يرتكز هذا الجسم على العقلانية، بل على توازناتٍ سياسيةٍ فاسدة. وهذا الجسم قام بتحصين ذاته ضد المُحاسبة والمُسائلة، رغم سوءه وفساده وتعسفه ومزاجيته، وتبذيره لموارد الناس الذين هم من صنعوه ونصّبوه عليهم ! ... هذا الجسم هو ما نسميه الحكومة... والحكومة بطبيعة تكوينها ووجودها لم تعُدْ وسيلة صنعها الناس كي تُعينهم على تعظيم سعادتهم، بل أصبحت غاية بذاتها، رغم افتقارها لقيمة جوهرية في داخلها الفارغ. وسبحان الله الذي خلق حكومات زمننا المعاصر، وعلى المستوى العالمي، ليس من أفضل مكونات المجتمعات، بل من المتردية والنطيحة فيها !
ورغم أن الحكومة لم تأتِ إلا من تجريد انساني محض، إلا أنها تحكمُ  الناسَ رغم أنها صُنعت منهم ولاْجلهم، وتتحكم بهم وتتكبر عليهم رغم أنها أقلية فيهم، وتتصرف وكأنها صُنعت من اجل تعذيبهم والتطفل على جهدهم دون مقابل !
وبقدرِ ما يكون في الفراغ والفوضى من سوءٍ ونكوص، فإن في الحكومةِ ما يوازي ذلك السوء من مجرد وجودها فقط. إذ في الوقت الذي لايمكننا أن نتطور ونمشي قدماً دون هذا الجسم البغيض، إلا أننا، ولسوء حظنا وتعاستنا، نرى وبكل وضوحٍ أن هذا الجسم البغيض لا يتطور ولا يمشي قدماً، وهذا هو قمة السخف واللامنطق.
إن وجود المجتمعات البشرية تم في الماضي، ويتم في الوقت الراهن، بناءاً على حاجات البشر بما هم بشر، أي لكونهم بشر. لكن وجود الحكومات قد ظهر كنتيجةٍ حتمية للطمع والجشع من قبل الأقلية الشريرة. وبالتالي فإن المجتمعات البشرية هي المحصلة الخيرة الإيجابية لتفاعل الناس في تجمعاتهم، في حين أن الحكومات هي المحصلة الشريرة السلبية، والتي أقول عنها أنها الشر الذي لابد منه.
إن مسألة التناقض الجوهري بين وجود المجتمع، بما هو محصلة خيرة ايجابية لتفاعل الانسان، والحكومة، بما هي محصلة لقوى الشر السلبية، هي كيف نوفق بين المجتمع كحالةٍ خيرة، وضرورة  الشر المتمثل بوجود الحكومة !!! وهنا أقول إن مسألة الحكومة لابد أن ترجع من أساسها إلى الناس أنفسهم. فهم الذين لابد أن يقرروا أنهم يريدون أن يُحكَموا أو أن يَحكموا أنفسهم.
للاجابة على هذا السؤال المفصلي، لابد من وجود إرادة خيرة تجعلنا قادرين على تشخيص الواقع ورؤية المستقبل ورسمه على النحو الذي نريد. وعلينا ألا ننظر إلى الحكومة، بسلطاتها الثلاث المعهودة، إلا باعتبارها جسماً بغيضاً وشراً لابد منه، يُحتّم علينا أن نجيره لخدمة الصالح العام فقط. ولابد من أن نصمم الحكومة على نحوٍ يجعلها رمزاً مضبوطاً لتوجهات الناس، وكافة الناس. وإن لم يكن ذلك ممكناً، فإن علينا أن نضبطها ونكبلها بالقدر الذي يجعلها ممثلة لكل الأطياف أو الأكثرية الاجتماعية البشرية، لا الأكثرية السياسية الفاسدة.
لابد أن تغدو الحكومة مٌخَطَطَاً من القول والفعل، يكمن هدفه الأول والأخير في تأمين الحاجات الإنسانية للبشر الذين تحكمهم، وليس الأغنام التي ترعاها. فهي، أي الحكومة، أمانة الضعيف في عنق القوي. وقد استوْدعت هذه الأمانة في اعناق الذين ينبغي أن يكونوا أمناء عليها، سواء كانوا رؤساء سلطات أو موظفين عامين من كافة الأصناف والدرجات. ولابد من ترجمة هذه الأمانة بالقول والفعل، وهو إسعاد الناس والوصول بهذه السعادة إلى أقصى درجة ممكنة.
من جملة سعادة الناس الذين تتسلط عليهم الحكومة باعتبارها شراً لابد منه هو ايجاد ذلك التوازن بين وجودها من جهة، وبين مصلحة الناس كتجمعٍ بشري ذي مشارب وحاجات وتوجهات متعددة وهائلة  من جهة أخرى، شريطة أن لايفضي هذا التوازن إلى اختلالٍ أو استبداد. فمهما كانت اهداف الحكومة خيرة، فإن هناك من يستطيع أن يُحيلها إلى شرٍ واستبدادٍ وتسلط. وقد قيل أنه لاتوجد حكومة افضل من الاشخاص المكونين لها. ولايوجد انسان جيد إلى حدٍ كافٍ يستطيع أن يحكم انساناً آخر دون موافقة هذا الآخر.
إن أفضل الحكومات، بل افضل أنواع الحكم، هو الذي لايحكم بالقسر إلا ما ندر أو أقل ما يمكن، ويتسامح أكثر ما يمكن، حتى وإن أتى ذلك على حساب هيبة الدولة المزعومة، فالهيبة شكلُ والناس هم الجوهر والروح والأصل !
أخيراً اقول وأكرر بأن الحكومة شرٌ لابد منه، جاءت كمحصلةٍ لفعل الشر فينا، لكننا بحكمة الناس كلهم، وهي حكمة أعظم من حكمة  الأفراد، يمكننا أن نجعل من شر الحكومة ناراً نستضيء بها ونتدفأ عليها، لا أن تحرقنا وتحرق من حولنا. وهذا الأمر مناط بإرادة الناس لخلق بيئة قانونية صارمة ومفيدة بشكل حقيقي، لا أن تكون شكلاً من أشكال العبث والتعسف عند كل طرف، وأولهم الحكومة ذاتها.



السبت، أبريل 14، 2012

هـلـمـوا ....



2010

هـلـمـوا رجـالَ الـبـلاد انـهـضـوا ...

وشـدوا الـركـابَ وخـيـل امـتـطـوا ...

وفـكـوا الـقـيـودَ ونـجـم اعـتـلـوا ...

وأقـمـارَ عِـز ٍ وشـمـس اركـبـوا ...


2020

عـدو الإلـهِ بـظـلـم ٍ بـغـى ...

وقـتـل ٍ ونـهـب ٍ وذل ٍ طـغـى ...

وحـق َ الـضـعـيـف بـظـهـر ٍ رمـى ...

ومـبـدأ ُ قـهـر ٍ وعـسـف ٍ جـرى ...


2036

فـإمـا حـيـاة َ الـشـريـف ارتـجـوا ...

وإمـا حـيـاة َ الـوضـيـع امـتـلـوا ...


2117

فـمـا الـمـاءُ هـاطـلْ بـغـيـر الـغـيـوم ِ ...

ولا الـنـصـرُ آت ٍ بـغـيـر الـسـيـوفْ ...


23117

ولا الـغـيـمُ يـجري بـغـيـر الـريـاح ِ ...

ولا الـعـز ُ يـأتـي بـدون الـرمـاحْ ...

ولا الـطـيـرُ حـلـّـق َ دون جـنـاح ٍ ...

ولا الـغـيـمُ نـاحَ لـصـوت الـنـبـاحْ ...


؟؟؟

هـلـِمـوا عِـبـاد الإلـهِ انـهـضـوا ...

بـديـن الـنـبـيّ ... ورجـسْ اهـجُـروا ...

ورايـات َ خـضـر ٍ وسـودْ ارفـعـوا ...

وأصـنـامَ إنـس ٍ ... وجـورْ اكـسـروا ...

والـلـه ُ أكـبـر ...

كـبّـروا ... وكـبـروا ... وكـبـروا ...

الأرقام أعلاه هي الأعوام التي يؤمل فيها أن يستجيب الرجال !!!
أما أنا كإمرأة فقد عقدت العزم من الآن ...

_________________عزيزة بني هاني

الخميس، أبريل 12، 2012

رائعة ابي القاسم الشابي ... إرادة الحياة




إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ... فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي... وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ... تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ ...مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ ... وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ... وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ ... رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ... وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ ... يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ... وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ... وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ لَمَّا سَأَلْتُ ... "أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ ... وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ... وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ... وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ...  وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم ... لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ ... مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ ...مُثَقَّلَـةٍ بِالأَسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ ... وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ ... لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ ... وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ ... مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ ... شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ ... وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ ... وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا ... وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ ... وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ ... تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ... ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ ... وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ ... وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ ... وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ ...وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ ...حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها ... وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه ... وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه ... تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ ... وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي ...شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ ...يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء ... إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد... إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول... بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم... وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها... وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ ...يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ... يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء... وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ... بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ... في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ ... لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ... فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ