الخميس، مايو 10، 2012


سيدي الراعي (1) ...
بقلم د.عبدالرزاق بني هاني
تحية طيبة وبعد،
فقلد وكلتني جموع الأغنام أن أنقل إليكم محبتها أولاً، وبعض شكواها ثانياً، ثم محبتها الخالصة لكم أخيراً. وأرجو سيدي الراعي أن لاتتفاجأ أو تغضب من صريح الكلام، فالأكباش الكبار من حولك تكذب وتكذب وتكذب، وتخزن الكذب في رقائق حاسوبية في قرونها، كي تستعملها عند الحاجة. ولتعلم يا سيدي إن عند هؤلاء الأكباش الكبار أجوبة عديدة لكل سؤال، حتى يضللوك ويطمسوا الحقيقة.
·        سيدي الراعي: كيف نكون صريحين مع الآخرين ونحن لانجرؤ أن نصارح أنفسنا ؟!
·        سيدي الراعي : نحن نعلم بأن القائمين على خزائن الأرض كاذبون، لأن أقل نعجة فينا تعلم أن الأعلاف في الخزائن قد أكلتها الأكباش الكبار !
·        سيدي الراعي : إن الشر كحبة خردل، لكنها إن نبتت فإنها تغدو أشجاراً من بلوط، كثيفة وقاسية وصعبة الاجتثاث.
·        سيدي الراعي: إذا كانت مشكلتنا الأساسية هي في جودنا، فإن بقية المشاكل تغدو تافهة !
·        سيدي الراعي: لاتصدق كل من يقول لك بأن الدنيا قمرٌ وربيع، وأن الأغنام مطمئنة ... لا ...لا ... لا يا سيدي فقد باعت الأكباش الكبيرة سياج الحظيرة، وأصبحت الحظيرة مرتعاً للذئاب !!!
·        سيدي الراعي : إن الخيرَ الذي يمنعُ خيراً أعظم هو شرٌ بالضرورة. وأولئك الأكباش الكبار الذين يقللون من خطر الشر هم أشرارٌ بطبيعتهم !
·        سيدي الراعي : لقد رأت الأغنام أن أكباشاً كباراً قد سطت على أعلاف الحِمْلان الرُضَعْ والنعاج الرُتعْ، وكانت تلك الأكباش تبتسم، وبذلك فهي أسوأ من حد السكين الذي تجز به رقابنا !
·        سيدي الراعي : قد يصبح الخيرُ إذا زاد عن حدهِ أقلُ خيراً، لكن الشرَ إذا زاد عن حدهِ يصبح موتاً !!!
·        سيدي الراعي : إن أعظم نفقة يتحملها القطيع هي الوقت والزمن، وهما لايرحمان مماطل. فعليك سيدي بجز رؤوس المماطلين الذين يوهموك بأن سياج الحظيرة مازال قائماً !!!
·        سيدي الراعي : تعلمت الأغنام بأن القدرَ نادراً ما يُبقي الخط المستقيم مستقيماً ... آه يا سيدي ... ما أعظم أن نفكر بهذه الحكمة ، فقد أبكتني  رغم أنفي !!!
·        سيدي الراعي : عظمتك تكمن في حبك للقطيع المسكين لا للأكباش المتخمة تبناً مسروقاً !
·        سيدي الراعي : القناعة أعظم من الصوم !
·        سيدي الراعي: فضائل الخنازير ليست إلا في القذارة، فعليك سيدي بتخليصنا منها، لأن أوساخها جلبت لنا القوارض !
·        سيدي الراعي : إن من الأكباش الكبار من غسل فراؤه بخمر العنب المُعَتّق ، ونحن لانجد ماءً نشربه !
·        سيدي الراعي : للتفاهم بين القطيع والراعي ألف مأثرة ومأثرة وألف ألف حسنة تخفيها عنك الكباش الكبار !
·        سيدي الراعي :
·        سيدي الراعي : ماذا يُضيرك لو رعيت قطيعاً طيباً ؟ فوالله لن ينازعك على عصاك أحد، فكل ما يهمها هو أن تشعر بحريتها وكرامتها بين بقية البهائم.
·        سيدي الراعي: قال أحد الخراف:

سألت نفسي : هل تستفيق الغنمْ ؟ ....
ونرى رأساً قد هو من صنمْ ؟ ...
ورقاباً قُطعت ... وأيادي وقدمْ ؟ ....
ودماءٍ جارياتٍ خضّبت ... كلَ سهلٍ وجبلْ ؟ ...
وأغلالاً حُطِمَتْ ... ونفوساً قد عَلت وهِمَمْ ؟ ...
وصباحاً أشرقت شمسهُ مع أملْ ؟ ...
متى يا ترى ... متى يا ترى ... متى نبدأ العمل ؟ ...
أجابتني محبطة :
لن ترى يا عزيزي كل ذاك أو بعضه ...
حتى يدخلَ في سُم الخياط فيلٌ أو جملْ ...!!!
أو يصبح الذئبُ خليلاً للحَمَلْ ... !!!
هل صحيح ما قاله هذا المغفل ؟ ... لا أظن أنه صادق في شعوره، لأن الأمل بكم كبير !!!


ليست هناك تعليقات: