إشـتـقـت إلـى أيـام زمـان

بـقـلـم عـزيـزة بـنـي هـانـي

إشـتـقـت ُ إلـى أيـام ِ زمـان ْ ...
ولــَـعـب ِ الـحَـجْـلـة ِ مـع فـتـيـات ْ ... (*)
يـكـبُـرن عُـمُـري فـي سـنـوات ْ ...
ولـيـال ِ الـسـهـر ِ مـع الـجـيـران ْ ...
وصـخـب ِ الـحـارة ِ والأولادْ ...
وشـراء ِ الـحـلـوى مـن الـدُكـان ْ ...
وصُـنـع ِ طـائـرة ِ الـورق ِ ...
ورسـم الـكـون ِ عـلـى الـحـيـطـان ْ ...
أعـوام ٌ مُـفـعـمـة ٌ بالـحـب ِ ...
وعـقـول ٍ ثـمـلـى بـدون الـخـمـر ْ ...

وحـكـايـة ُ جـدتـي عـمـا كـان ْ ...
أبـطـالـُهـا مـن نـسـج الأفـكـارْ ...
ومـلاحـمُ قـومـي فـي الأرجـاءْ ...
ومـزاعـمُ كـانـت مـلـىءُ فـضـاءْ ...
كـتـحـد ِ كـف ٍ لـلـمـخـرز ْ ...
وطـردِ عـدو ٍ بـالـمـذيـاع ْ ...
وأن الأرض َ لـهـا أُ مـَرآء ْ ...
يـعـلـوهـم قـومـي فـي الـمـقـدامْ ...
وأسـاطـيـرٌ عـجـيـبـة ٌ ...
كـثـيـرة ٌ وغـريـبـة ٌ ...
تـبـَيـَـن َ أنـهـا مـحـضُ خـيـالْ ...
كـانـت دنـيـانـا مـلـحـمـة :
طـفـحـت ْ مـن خـبـل ٍ وغـبـاء ٍ ...
وخـطـط ٍ ... مـن صـنـع الأطـفـال ْ ...
أقـنـعـت ُ نـفـسـي بـكـل ِ مـحـالْ :
كـحـنـان الـهـرة ِ لـلـفـئـران ْ ...
ورعـايـة ِ ذئـب ٍ لـلـقـطـعــان ْ ...
وأن الـصـدق َ مـن الأسـرارْ ...
وأن الـحـنـوَ مـن الـشـيـطان ْ ...
وأن الـشـمـسَ بـلا مـدار ْ ...
تـنـام الـلـيـلَ وراءَ بـحـارْ ...
وأن الأرضَ مـسـطـحـة ...
وسـطـح الـقـمـر مـن الألـبـان ...
ونـارَ جـهـنـمَ تـحـت تـلالْ ...
أعـطـانـي الـباري طـولَ بـقـاءْ ...
فـأنـكـشـف َ أمـامـي عـقـر الـدارْ ...
وبـانـت لـي كـل الأوهـام ...
و مـا لـم يـأت ِ بـالـحـسـبـان ْ :
مـا عـادَ الـقـطُ يـرعـى الـفـأرْ ْ ...
ولـيـس عـنـدَ الـذئـب ِ حـنـان ْ ...
وأن الـشاة َ طـعـام ُ الـذئـبْ ...
وأن الـحـنـوَ مـن الإنـسـان ْ ...
وأن جـهـنـم َ فـي الـنـفـوسْ ...
وأن الـوردَ عـلى الـتـلالْ ...
وأن الـقـمـرَ مـن الـصـخـورْ ...
وأن الـصـدق َ مـن الإيـمـان ...
وتـحـريـر الأرض لـيـسَ مُـحـالْ ...
وكـلُ مـانـحـتـاجـه :
تـطـهـيـر الـعـقـل ِ مـن الأوزارْ ...
وحـشـدِ جـمـع ٍ مـن شـجـعـان ...

(*) الحجلة = لعبة للبنات الصغار معروفة في بلاد الشام